انطلاق مؤتمر «فياتا» في دبي لتعزيز مرونة قطاع الإمداد
تحت رعاية سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم الرئيس الفخري للجنة الوطنية للشحن والإمداد بدولة الإمارات (نافل)، افتتحت، الثلاثاء، في دبي فعاليات مؤتمر منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا للاتحاد الدولي لجمعيات وكلاء الشحن (فياتا)، بحضور حميد محمد بن سالم، رئيس مجلس إدارة غرفة التجارة الدولية – الإمارات.
شهد اليوم الأول للمؤتمر، الذي تنظمه (نافل) تحت شعار «التواصل والمرونة والاستدامة في سلاسل التوريد والتجارة العالمية».مناقشات واسعة حول التحديات، التي تواجه التجارة الدولية في ظل الظروف الجيوسياسية، وبناء استراتيجيات لسوق الخدمات اللوجستية في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، التي تبلغ قيمتها 163.57 مليار دولار ، ويتوقع نموها إلى 222.63 مليار دولار ، بحلول العام 2029.
وضمن فعاليات المؤتمر، تم عقد الاجتماع الرسمي لمنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا للاتحاد الدولي لجمعيات وكلاء الشحن (فياتا)، بمشاركة الدكتورة خوانيتا ماري، رئيسة منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا للاتحاد، والدكتور ستيفان جرابر، المدير العام للاتحاد، وتورغوت إركسكين، رئيس (فياتا).
وفي الكلمة الافتتاحية للمؤتمر، أكد حميد محمد بن سالم، رئيس مجلس إدارة غرفة التجارة الدولية – الإمارات، التزام دولة الإمارات بتسهيل وتعزيز التجارة العالمية من خلال الربط السلس متعدد الوسائط، وقال: «تماشياً مع أهداف دولة الإمارات للتنويع الاقتصادي، تشارك الغرفة رؤية (فياتا) لتسهيل التجارة العالمية. وإزاء تحديات سلسلة التوريد العالمية، سواء بسبب الكوارث الطبيعية أو الأحداث الجيوسياسية، فمن الضروري أن نفكر بصورة شاملة ونعمل كفريق واحد متماسك».
وأضاف: «يسهم دور دولة الإمارات كحلقة وصل عالمية، سواء عن طريق الجو أو البر أو البحر، بدور حيوي في التجارة العالمية. كذلك، فإن بقية دول مجلس التعاون الخليجي، خاصةً قطر والسعودية، نشطة للغاية في هذا المجال، حيث تقوم بتعزيز التجارة وتوفير فرص استثمارية. ونحن حريصون على التعلم من تجارب زملائنا والعمل معاً، لدعم وتحسين نشاطات القطاع الخاص، وأحث الجميع على المشاركة بفعالية في مناقشات المؤتمر والاستفادة من الفرص، التي تتيحها غرفة التجارة الدولية في كل الدول، حيث نعمل على دعم متطلبات القطاع الخاص».
التحديات العالمية والاتجاهات
ورحب إركسكين بالمشاركين في المؤتمر، واستعرض التحديات العالمية والاتجاهات المتطورة في قطاع الخدمات اللوجستية. وأشار إلى أهمية الموقع الاستراتيجي لمنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، قائلاً: «في ظل الوضع الحالي في العالم، فإن المؤتمر يعتبر منصة استراتيجية، لتقديم رؤى عملية، حيث نلتقى في ظل الاضطرابات غير المسبوقة في البحر الأحمر والتوترات الجيوسياسية والمخاوف البيئية».
وأوضح رئيس (فياتا) أن «الأولوية خلال المؤتمر الحالي، تكمن في استكشاف حلول جماعية للتحديات الإقليمية، إذ يتميز عالم اليوم بترابطه وتأثره بأي حدث، خاصةً في مجال الخدمات اللوجستية. ونتطلع للمستقبل بأمل، حيث تتمتع منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا بإمكانيات هائلة تشمل الموانئ والمطارات الأكثر تطوراً وقوى عاملة شابة وحيوية قادرة على تعزيز قطاع الأعمال»، وقال: «في العام الماضي (2023) حصل أكثر من 400 خريج على دبلوم (فياتا) المتخصص من منطقة الشرق الأوسط، الأمر الذي يؤكد قدرتنا على مواجهة مختلف التحديات، نظراً لتوفر هذه القوى العاملة والخبرات المؤهلة في المنطقة».
واختتم إركسكين حديثه بالقول إن «التجارة واللوجستيات العالمية تزدهر في ظل السلام والاستدامة والقدرة على استشراف المستقبل»، مضيفاً: «نأمل أن تنتهي حالة الضبابية الحالية، وسيسهم تعزيز طرق التجارة الحالية مع بناء ممرات إقليمية في توفير اتصال وربط عالمي بطريقة سلسة. ومع التركيز على الحلول العملية والرؤى القابلة للتنفيذ، نسعى لمواجهة التحديات وصياغة مسار أفضل نحو مستقبل أكثر مرونة واستدامة وترابطاً لجميع أصحاب المصلحة والمعنيين في مجال الخدمات اللوجستية العالمية».
الخدمات اللوجستية
ورحبت ناديا عبد العزيز، رئيسة اللجنة الوطنية للشحن والإمداد (نافل)، التي تستضيف المؤتمر، بأكثر من 600 مشارك يمثلون 16 جمعية من أعضاء (فياتا)، و11 من الشرق الأوسط وإفريقيا من أكثر من 29 دولة. وتأكيداً لأهمية استضافة دولة الإمارات للمؤتمر، قالت: «تمثل دولة الإمارات مركزاً عالمياً للخدمات اللوجستية والتجارة، حيث تتميز بسياسات داعمة للمستثمرين وتتوافق مع متطلبات الأسواق الدولية. وتسهم مبادرات متنوعة مثل الإقامة طويلة الأمد لمدة تصل إلى 10 سنوات، والسياسات المحفزة للاستثمار، واستراتيجية الحياد المناخي 2050، في تعزيز بيئة ملائمة لتحقيق النمو. وينعكس التزامنا بالتميز في تصنيفنا كأفضل وجهة للاستثمارات الأجنبية المباشرة، والمركز السابع في مؤشر الخدمات اللوجستية العالمية».
استغلال التحديات
وقال عبد الرحمن بن حيدر، رئيس قسم الجواز اللوجستي: وصل عدد الدول المنضوية في مبادرة الجواز اللوجستي إلى 20 دولة من 3 قارات (أمريكا وآسيا وإفريقيا)، ونعمل على زيادة ورفع إجمالي الشركاء وشبكة الأعضاء محلياً وإقليمياً وعالمياً، ونستهدف الوصول إلى 10 آلاف عضو في السنوات القادمة، بما يشمل القطاعين العام والخاص، للحصول على حلول لوجستية على صعيد التجارة وسلاسل الإمداد.
وأضاف بن حيدر: دبي دائماً تحول التحديات إلى فرص، وهي تتبنى المستقبل وكل ما هو جديد في هذا الشأن، وخاصة في تعزيز التبادلات التجارية وتسهيل سلاسل الإمداد.
وتابع: وصل عدد شركاء المبادرة إلى 270 شريكاً، وهي تقدم 450 من المزايا والمنافع، وكل ميزة توفر العديد من الخصائص والامتيازات مثل منح الأولوية، والخصومات وفتح الحسابات التجارية، ووفرت المبادرة 86% من وقت إنجاز المعاملات.
أحدث المبادرات
سلط المؤتمر الضوء على أحدث المبادرات في مجال الخدمات اللوجستية، بما في ذلك التطورات في التحول الرقمي، وتنفيذ برنامج المشغل الاقتصادي المعتمد الذي تنفذه جمارك دبي، واستعرضت غرفة تجارة دبي خدماتها الدولية المصممة خصيصاً للشركات والمستثمرين، مع التركيز بشكل خاص على تعزيز الأبحاث والدراسات في قطاع الأعمال ومبادرات الاستدامة. وقدمت (دبي الجنوب) عروضها، التي تشمل التجارة الإلكترونية، والنمو اللوجستي، والمنطقة الحرة البحرية والجوية.
وشهد اليوم الأول حلقات نقاش عن تطور قطاع الخدمات اللوجستية في المنطقة تحت شعار «نظرة عامة على سوق دول مجلس التعاون الخليجي والفرص ومجالات النمو»، التي شارك فيها جوبال آر، نائب الرئيس الأول لسلسلة التوريد والممارسات اللوجستية في فروست آند سوليفان. واستعرض المهندس علي بن عبد اللطيف المسند، عضو مجلس إدارة غرفة قطر ورئيس اللجنة القطرية للشحن والإمداد، الفرص في قطر وآفاق النمو الاقتصادي، وقدم لمحة عامة عن أحدث التطورات في أنظمة الشحن والتجارة.
وقدم ماجد السعدي وريم عبد العزيز حسنين من وزارة الاستثمار في السعودية وأمل بالغنيم وعبدالله داود من وزارة النقل والخدمات اللوجستية، عروضاً عن الفرص المتاحة في قطاع الخدمات اللوجستية والتجارة في السعودية، والبرنامج الوطني للتنمية الصناعية والخدمات اللوجستية.